الأحد، 6 ديسمبر 2015

الاجهزة التعويضية والوسائل المساعدة

الاجهزة التعويضية والوسائل المساعدة
لذوي الحاجات الخاصة

لا أحد في عصرنا الحاضر يستطيع ان ينكر مدى التأثير التي أحدثته الثورة العلمية و الحضارية في حياة كل فرد من أفراد المجتمع الانساني على اختلاف الثقافات .انعكس هذا التطور على حياة ذوي الاحتياجات الخاصة وتأثروا تأثرا بالغاً وهذا التطور يدل على ان الاجهزة المساعدة و الوسائل التعويضية تلعب دوراً على درجه عالية من الاهمية في تأهيل واعادة تأهيل الافراد المعوقين و ازالة ما يمكن من العوائق والصعوبات التي تحول دون اندماجهم في المجتمع ومحافظتهم على وظائفهم  واعمالهم وادوارهم، ولا شك في ان توفير الاجهزة التعويضية والوسائل المساعدة للافراد المعوقين كل منهم على حسب حاجتة الخاصة .
و الأطراف الصناعية من أهم المجالات الواجب دراستها في العالم العربي، فطالما نحن في مشكلاتنا السياسية التي لا تنتهي و الحروب التي آلت على نفسها إلا ألّا تفارقنا، بالإضافة إلى آلاف الألغام المبعثرة على طول مئات الكيلومترات من الأرض العربية يحتم علينا كعرب الاستعداد لعواقب ذلك .

لمحة تاريخية عن فكرة الاجهزة التعويضية والاطراف الاصطناعية : 
بدأت فكرة الأطراف الصناعية بعد الحرب العالمية الثانية وكانت ألمانيا من أوائل الدول التي بدأت بفكرة تصنيع هذه الأطراف. وكانت مادة الخشب أول مادة أولية استخدمت وكانت تحفر جذوع الأشجار ويفرغ محتواها بأشكال هندسية أنبوبية أو مربعة ومن ثم بدأت فكرة الطرف المتحرك ذات المفصل حيث تمكن المصاب من عطف وبسط الطرف العلوي أو السفلي ( مفصل حوض ـ ركبة ـ مفصل القدم ــ معصم ــ مرفق ) بشكل جزئي حتى منتصف السبعينات حيث قامت البلدان الصناعية بتطوير هذه الفكرة وهذه الصناعة حيث حلتّ مادة البلاستيك ( Orthocryl ) بدلاّ من المادة الخشبية لخفّة الوزن وسهولة التصنيع , وعندها بدأت صناعة الأطراف تتطوّر بشكل فعّال من حيث الشكل ومن حيث الميكانيكية.

فهذه الصورة تمثل قدماً صناعية قديمة تعود إلى مئات السنين ما قبل الميلاد!

تعريف الأجهزة التعويضية :
الجهاز التعويضي هو جهاز تسند بعض أو كل الوظائف المفقودة لأجزاء الجسم، بسبب خلل خلقي أو مكتسب، من خلال تعديل أو تثبيت أو دعم الأعضاء وحركتها، ويركب على الجسم ليحد أو يزيد من الحركة أو يدعم جزءا من الجسم وذلك بهدف:
1- مساعدة العضلات الضعيفة.
2- اصلاح التقفع المشوه الى حد ما.
3- منع حدوث تقفع في العضلات وتشوهات أخرى.
4- تحسين قدرة المريض على الوقوف والمشي .
5- تعويض المريض عن القصور الوظيفي للأعضاء المصابة.

كما يمكن تعريف الجهاز التعويضي على أنه جهاز يركب على الجسم اما بهدف تجميلي أو هدف وظيفي .
ويقصد بالهدف التجميلي (حجب التشوهات في جسم المصاب) .
ويقصد بالهدف الوظيفي ( الحد أو الزيادة من حركة الجسم وتوفير الدم اللازم للجزء المصاب من الجسم)
وتشتمل الأجهزة التعويضية على الأطراف الصناعية والأجهزة التقويمية .
الاطراف الصناعية :
          هي أطراف مصنعة من مواد مختلفة فمنها ماهو مصنوع من المواد الخشبية ومنها ماهو مصنوع من المواد المعدنية ومنها ماهو مصنوع من المواد البلاستيكية . وتصمم هذه الأطراف تصميما خاصا لتكون بديلا مناسبا للطرف المفقود في جسم الانسان ومنــها مايعمل بطرق ميكانيكية أو بواسطة التشغيل الهوائي أو التحكم الكهربائي .

الاجهزة التقويمية ( المقومات ) :
        هي عبارة عن أدوات بلاستيكية أو معدنية أو جلدية تصمم خصيصا بهدف تقويم أو منع تشوه أحد الأطراف أو اجزاء الجسم وكذلك لمنع حدوث مضاعفات عند بعض حالات التدخل العلاجي بالجراحة .

تعريف الوسائل المساعدة :
هي الوسائل والأجهزة التي يستخدمها الأفراد المعوقون لكي تساعدهم على الحركة والتنقل والسمع والتواصل والنطق والتعلم وممارسة الحياة اليومية الاعتيادية، مثل :
• الوسائل والأجهزة التي تساعد المعوق على الحركـــــــة والتنقل((لذوي الاعاقة الحركية والبصرية).
• الوسائل والأجهزة التي تساعد على السمع والتواصل والنطق (لذوي الاعاقة السمعية).
• الوسائل والأجهزة التي تساعد على التعلم ( كالوسائل الخاصة بتعليم المكفوفين أو الوسائل التعليمية السمعية والبصرية).


اسباب تركيب الاطراف او الاجهزة التعويضية :
1-      لتحسين قدرة المريض على رعاية نفسه (على سبيل المثال، الأطراف الصناعية)
2-      لتحسين قدرة المريض على التفاعل بشكل اجتماعي (على سبيل المثال، زراعة القوقعة)
3-      التخفيف من عبء الاعاقة على الشخص المعاق و الاهل وزيادة استقلالية المعاق واعتماده على نفسه .


كيف يتم تأهيل المصابين على الأجهزة التعويضية والوسائل المساعدة ؟ 
يتم تأهيلهم عن طريق :
• الطبيب الأخصائي.
• أخصائي العلاج الطبيعي.
• أخصائي نفسي وإجتماعى.
• أخصائي العلاج الوظيفي.
• أخصائي الأجهزة التعويضية .


    1- الطبيب الاخصائي : هو المسؤول عن إجراء تشخيص للحالة من الناحية الصحية والجسدية و تحديد نوع الجهاز.
 
   2-أخصائي العلاج الطبيعي: هو المسؤول عن إجراء التمارين بعد إجراء العمليات الجراحية و بعد تركيب الجهاز التعويضي.
 
    3-الأخصائي الاجتماعي: هو المسؤول عن إجراء دراسة للحالة والأسرة من الناحية الاجتماعية والاقتصادية، و الآثار الاجتماعية السلبية المؤثرة على الاصابة.

4- الأخصائي النفسي: هو المسؤول عن دراسة الآثار النفسية للفرد المعاق و أسرته, و يتم مساعدته على تقبل وضعه و تقبل الجهاز التعويضي و مساعدته على رفع معنوياته و ثقته بنفسه.

5- أخصائي العلاج الوظيفي: هو المسؤول عن تدريب المصاب على استخدام قدراته في المهارات اليومية, وكيفية استخدام الجهاز في الحياة اليومية.

6- أخصائي الأجهزة التعويضية: هو المسؤول عن صناعة الجهاز التعويضي, و تدريب المصاب على كيفية استخدامه.




مسوؤليات العاملين في هذا المهنة:

في الاجراءات المتعارف عليها بحكم التخصص المعاق يمر براحل التقييم و التوصية قبل البدء في عمل الطرف التعويضي او التقويمي يقوم المعاق بعرض نفسة على طبيب العظام للتقييم الاولي والحصول على وصفة طبية ثم يحال الى اخصائي الاطراف الاصطناعية و بدورة يقوم بالتقييم الدقيق حتى يتمكن من معرفة نوع الجهاز المناسب بعد موافقة المعاق اعطاءه فكرة عن الجهاز .يقوم الاخصائي بعمل المقاسات الجبسية و المكتوبة ثم يقوم بعمل التعديل وتصحييها في المعمل بعد ذلك يطلب من فني الاطراف الاصطناعية بصنع الجهاز. بعد الانتها من صنعة يقوم الاخصائي بتركيب الجهاز و تعليم المعاق على استخدامة. ولا يجب ان يكون هناك تداخل في المسوؤليات بين الفني و الاخصائي. بحكم الاختصاص التعلمي و المرتبة فان تقييم المعاق و اخذ المقاسات و التعديل عليها بشكل كبير هو فقط من اختصاص الاخصائي و ليس الفني.

هل هناك عمليات صيانة للطرف البديل ؟‏
يحتاج الطرف البديل إلى عملية صيانة كل أربع أو خمس سنوات حيث يقوم فني الصيانة بالكشف على الطرف والتأكد من سلامة المفاصل الصناعية وإجراء الصيانة لبقية أجزاء الطرف الصناعي .

دور الأطراف الصناعية و الجبائر فى التأهيل :
 تلعب الاطراف الاصطناعية دورا مهما من أجل محاولة استعادة أقصى ما يمكن توفيره للشخص المعاق من قدراته البدنية وشعوره بالاستقلال فى التحرك وعدم اعتماده على الغير فى أداء أنشطة الحياة اليومية. فالطرف الصناعي يؤدى الى تخفيف الإعاقة الحركية و يلعب دوراً إيجابياً من الناحية النفسية لحالة المريض.

العوامل التي تساهم في تحقيق الفوائد المتوخاه من الاجهزه التعويضيه : 
يتوقف نجاح الاجهزة التعويضية على مدى استعداد الفرد لتقبل الجهاز او الطرف الصناعي ومدى تدريبه وتهيئته وتحضيره نفسياً وجسدياً بالإضافة إلى براعة الفني ودقة القياسات المجراة على جذور الطرف وجودة المادة المستخدمة في صناعته .
ونجاحه يعتمد على عدد من العوامل وهي :
1- عوامل بدنيه ( الجسمية )
2- عوامل نفسيه اجتماعية.
3- التدريب على استخدام الجهاز.


1- عوامل بدنيه جسمية :
يقصد بها مجموعه من المشكلات والتحولات الوظيفيه التي يمكن ان تنشأ عن حالة العجز ومدى استجابة الاعضاء وتأثرها بالعمل عند استخدام الجهاز التعويضي . 

اهم المشكلات التي تتعلق بالعوامل البدنيه : 
- قصور في الاداء الوظيفي الناتج عن الاصابه ويظهر ذالك في :  
1-تجنب القيام بالاداء الوظيفي البدني . 
2- الافراط في استخدام الاجزاء الاخرى من الجسم . 
3- الاعتماد الكلي على الجهاز التعويضي . 
- الحرمان من الكثير من المعلومات الحسيه التي تظهر بشكل طبيعي في اجزاء الجسم .
- ظهور بعض المشكلات الجسميه الناتجه عن استخدام الجاهز التعويضي و منها ضمور العضلات .
- الاحساس المتزايد بالارهاق و التعب الجسمي عند القيام بالانشطة الوظيفية و الحياتية العادية .
- الشعور بعدم الارتياح من استخدام الجهاز التعويضي خصوصاً في بداية مرحلة الاستخدام .
- الاحساس الزائف بالالم في الجزء المصاب خصوصاً في حالات البتر او العيوب الخلقية .


2- عوامل نفسيه واحتماعيه :
تاثير هذه العوامل غالباً مايكون اكثر تأثير من المشكلات البدنية، ومن اهم العوامل النفسية والاجتماعية التي تؤثر على حالة الشخص المصاب هي : 
الشعور بالحزن - بالنقص - بالفشل - باختلاف المظهر - انكار اهمية الجزء المصاب - شعور بالغضب - الاحباط – العزلة - الحرج خصوصاً في حالات استخدام الاطراف الصناعية .


3-التدريب على الجهاز التعويضي : 


من العوامل التي تساهم في نجاح عملية التدريب مدى تعاون وتجاوب الشخص المصاب مع فريق التأهيل المسؤول عن عملية التدريب كذالك مدى تقبل الشخص المصاب للجهاز التعويضي وحالته الصحية و النفسية الجيدة اضافة الى اهمية تقبل الاسرة وتفهمها لحالة الشخص المصاب ودعمها له . 
اما العوامل التي يمكن ان تحول دون نجاح عملية التدريب فنذكر منها الحاله الصحية والنفسية السيئة وعدم تفهم الاسره واتجاهاها السلبية وغيرها الكثير . و عملية التدريب تعتبر على درجه عالية من الاهمية لما لها من اثار ايجابية على النواحي الوظيفية و السيكولوجية و الاجتماعية و الاقتصادية للشخص المصاب لذا فأن الاهتمام في هذه العملية ضروري جداً لنجاح عملية التأهيل وفتح المجال امام الشخص المصاب لممارسة الانشطة الحياتية المختلفة بشكل اقرب مايكون الى الطبيعي .

ولنجاح عملية التدريب على الجهاز التعويضي :

1- ضرورة التأكد من صلاحية الجهاز التعويضي عند استخدامه في عملية التدريب .
2- ضرورة التأكد من لبس الجهاز بشكل سليم واخذ الاحتياطات اللازمة تخوفاً من السقوط او اي مضاعفات اخرى .
3- ضرورة تعليم الشخص المصاب وتدريبه على العناية بالجهاز و صيانتة .
4- ضرورة تدريب المصاب على الاعتماد على الذات في لبس وخلع الجهاز .
5- ضرورة الانتظام بلبس واستخدام الجهاز وعدم اهمال استخدامه تخوفاً من حدوث مضاعفات .

المدة التي يحتاجها المريض حتى يستطيع تركيب الطرف البديل :
 في الأحوال العادية وإذا كان المريض دون سن الأربعين فيحتاج إلى شهرين ونصف الشهر أما إذا كان يعاني من مرض السكري أو الشرايين فيحتاج لمدة أطول حتى ينتهي العلاج وشفاؤه تماماً .‏

غلاء الاجهزة التعويضية والاطراف المساعدة :
يواجه المعاقون والافراد الذين يحتاجون لاجهزة تعويضية واطراف اصطناعية مشكلة وعائق كبير الا وهو غلاء هذه الاجهزة، فبعضهم يتجه للجمعيات الخيرية او يشتريها من نفقته الخاصة بسبب تاخر صرفها من الجهات الحكومية، فيقعون في فخ التجار والغلاء . فينتهي بهم الامر في رحلة عذاب بين الأجهزة الحكومية وتسويف الجمعيات الخيرية.

يعاني الاشخاص ذوو الاعاقة الأمرين خلال بحثهم عن شراء الاجهزة التعويضية الخاصة بهم. بالرغم من اعتبار كل دول العالم بان هذه الاجهزة هي حق من حقوق ذوي الاعاقة ويجب ان تدعمها الدولة وتوفرها مجانا لمستحقيها. ولكن للاسف مازال هناك معاناة ومشاكل لذوي الاعاقة سواء من وزارة الصحة التي لا تدعم هذه الاجهزة التعويضية وبين تسول المعاق واهانة كرامته حين يطرق باب الجمعيات الاهلية والخيرية.

و تسعى مراكز التأهيل الشامل إلى صرف الأجهزة التعويضية لذوي الإعاقة الحركية والمعينات السمعية لذوي الإعاقة السمعية بالمجان، ولكن مدة صرف هذه الأجهزة تجعل المستفيدين منها يتجهون لشرائها على نفقتهم الخاصة من بعض المحلات التجارية  بعد أن تجاوز صرف بعضها إلى عدة أشهر .
بين ارتفاع الاسعار وطول الانتظار أضحى كثير من ذوي الإعاقة ضحية لهذين الأمرين والانقطاع عن عالمه عندما يكون دون كرسي متحرك يحمله أو سرير طبي أو سماعة أذن وما سواها من الأجهزة التعويضية التي توفرها الدولة من خلال مراكز التأهيل الشامل، ولكن المؤسف هو طول المدة في الصرف في تلك المراكز دون داع لذلك، فالمستودعات تشهد على المخزون الضخم من الأجهزة التعويضية فيما ما تزال مواعيد الصرف تتراوح من شهر إلى تسعة أشهر أو أكثر .
و قد يستغرق صرف الأجهزة التعويضية مثل الكراسي المتحركة قرابة الشهرين أحيانا فلهذا السبب ولقلة الشركات المختصة بتوفير تلك الأجهزة وغياب الرقابة على تلك الشركات ارتفعت الأسعار وأصبحت اسر ذوي الحاجات مضطرين لشرائها لاحتياجاهم لها، بل إن هناك من يبحث عن متبرع أو فاعل خير لشرائها له نظراً لعدم قدرته المادية لشرائها،  وأحيانا يقوم البعض بطلبها وشرائها من الخارج واستلامها عبر البريد أسهل من التأهيل ( فالمضطر يركب الصعب ) .
وبالتاكيد السبب الرئيسي لارتفاع اسعار الاجهزة التعويضية بالاسواق هو تأخر صرف الأجهزة التعويضية من قبل مراكز التأهيل بالإضافة إلى قلة تلك المحلات التي توفرها ببعض المناطق .